ثم قال تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربيا } أي : أنزلناه بلسان العرب إذ كنتم أيها المنذرون به من العرب .
( وجعلناه ) هنا ، يتعدى إلى مفعولين ، ( فالهاء ){[61128]} الأول ، ( وقرآنا ) الثاني{[61129]} .
وهذا مما{[61130]} يدل على نقض{[61131]} قول{[61132]} أهل البدع : إنه بمعنى خلقنا . إذ لو كان بمعنى خلقنا ، لم يتعد إلا إلى مفعول واحد .
ومثله قوله تعالى : { الذين جعلوا القرآن عضين }{[61133]} ، فلو كان بمعنى ( خلق ) لصار المعنى أنهم خلقوا القرآن ، وهذا محال .
ولم يُلْقِهم{[61134]} في هذا الخطأ العظيم ، والجهل الظاهر إلا قلة علمهم بتصاريف اللغات وضعفهم في معرفة الإعراب .
وقوله : { لعلكم تعقلون } معناه : أنزلنا القرآن بلسانكم لتعقلوا معانيه ومواعضه ، ولم ننزله بلسان العجم فتقولوا{[61135]} نحن عَرَبٌ ، وهذا كلام لا نفقه معانيه .
قال قتادة : ( والكتاب المبين : مبين – والله – بركته{[61136]} وهداه ورشده ){[61137]} .
وقيل{[61138]} : المبين ، أي : أبان الهدى من الضلالة ، والحق من الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.