اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَهۡلَكۡنَآ أَشَدَّ مِنۡهُم بَطۡشٗا وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (8)

ثم قال : { فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً } أي إن أولئك المتقدمين الذين أرسل إليهم الرسل ، كانوا أشدَّ بطشاً من قريب وأَكْثَرَ عَدداً وجلَداً .

قوله «بطشاً » فيه وجهان :

أحدهما : أنه تمييز «لأشد » والثاني : أنه حال من الفاعل أي أهْلَكْنَاهُمْ بَاطِشينَ{[49621]} .

قوله : { ومضى مَثَلُ الأولين } والمعنى أن كفار مكة سلكوا في الكفر والتكذيب مسلك من كان قبلهم فَلْيَحْذَرُوا أنْ يَنْزِلَ بهم الخِزْيُ مثْلَ أنزل بالأولين{[49622]} . أي صفتِهم وسنتهم وعقوبتهم ، فعاقبة هؤلاء كذلك في الإهلاك .


[49621]:نقل هذه الإعرابات كلها أبو البقاء في التبيان 1137، والسمين في الدر المصون بتفصيل نقلا عنه 4/773.
[49622]:قال بهذه المعاني الرازي في تفسيره 27/195.