الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4)

ثم قال تعالى : { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } أي : وإن القرآن في أم الكتاب ، يعني : اللوح المحفوظ : وأم الكتاب : أصله .

فالقرآن مثبت{[61139]} عند الله جل وعز في اللوح المحفوظ ، ومن اللوح المحفوظ نُسِخَ .

وقوله : { لدينا لعلي حكيم } ، أي : عندنا لذو علو ورفعة وقيل معنى ( عليٌّ ) : قاهر لا يقدر أحد أن يدفعه{[61140]} ويبطله ، معجز لا يؤتى بمثله ، حكيم أحكمت آياته ثم فصلت ، فهو ذو حكمة .

وقيل : حكيم ، أي : محكم في أحكامه ووصفه{[61141]} .

قال ابن عباس : ( أو لما خلق الله عز وجل القلم : أمره أن يكتب ما يريد أن يخلق . قال : فالكتاب عنده{[61142]} .

روى مالك عن ( عمران عن ){[61143]} عكرمة أنه قال{[61144]} ( أم الكتاب القرآن ){[61145]} .


[61139]:(ح): مثبة.
[61140]:(ح): يرفعه.
[61141]:انظر إعراب النحاس 4/97.
[61142]:جامع البيان 25/30، وجامع القرطبي 16/62 حيث ورد بلفظه.
[61143]:هو عمران بن مسلم المنقري، أبو بكر القصير البصير. أخرج له البخاري ومسلم و الترمذي والنسائي وأبو داود، صنفه ابن حجر ضمن الطبقة السادسة. انظر تقريب التهذيب 2/84 ت 740.
[61144]:فوق السطر في (ت).
[61145]:(ح): (أم القرآن). وانظر جامع البيان 25/30.