الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (52)

ثم قال تعالى : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } أي : كما أوحينا إلى سائر الرسل قبلك ، كذلك أوحينا إليك رحمة من أمرنا : وحيا{[61114]} ، وهو القرآن .

قال قتادة : روحا : رحمة{[61115]} . وقال السدي : روحا : وحيا{[61116]} . وقال ابن عباس : هو النبوءة{[61117]} .

وقيل : المعنى : أوحينا / إليك ما تحيا به النفوس كما تحيا بثبات الروح فيها{[61118]} ، وهو القرآن وما فيه من الإيمان والمواعظ .

ثم قال تعالى : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } أي : لم تكن يا محمد تدري أي شيء الكتاب ، ولا أي شيء الإيمان للذين أعطيناكهما{[61119]} .

ثم قال تعالى : { ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا } أي : ولكن جعلنا القرآن ضياء للناس يستضيء بنوره من يشاء الله عز وجل ومن يوفقه ، ونوره هو : العمل بما فيه .

ثم قال تعالى : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } أي : وإنك يا محمد لتهدي الناس وتدعوهم{[61120]} وترشدهم إلى طريق مستقيم ، أي : إلى الحق والإسلام .

وقرأ الضحاك وحوشب : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } بضم التاء وفتح الدال على ما لم يسم فاعله{[61121]} .


[61114]:فوق السطر في (ح).
[61115]:انظر جامع البيان 25/28، وجامع القرطبي 16/54.
[61116]:انظر جامع البيان 25/28، وجامع القرطبي 16/54.
[61117]:انظر جامع القرطبي 16/54.
[61118]:ساقط من (ت).
[61119]:(ح): أعطيناكهم.
[61120]:(ت): وتدعيهم.
[61121]:قرأ (لتُهدَى) بضم التاء وفتح الدال: عاصم الجحدري وحوشب. انظر المحرر الوجيز 14/238، وجامع القرطبي 16/60.