ثم قال تعالى : { وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل } أي وترى يا محمد الظالمين يوم القيامة يعرضون على النار خاضعين مما بهم من الذلة والخوف .
ثم قال : { ينظرون من طرف خفي } أي : ينظر هؤلاء الظالمون{[61063]} إلى النار حين يعرضون عليها من طرف خفي ، أي{[61064]} : من طرف ذليل من كثرة الخوف والإشفاق لتيقنهم أنهم داخلون فيها .
قال ابن عباس ومجاهد : { من طرف خفي } أي : ذليل{[61065]} وهو اختيار الطبري ، قال : ( وصفه الله بالخفاء للذلة{[61066]} التي قدر ركبتهم حتى كادت أعينهم تغور{[61067]} فتذهب ){[61068]} .
وقال ابن جبير ، يسارقون النظر من الخوف ، وقاله السدي وابن كعب{[61069]} .
وقال بعض أهل العربية : تقديره{[61070]} : من عين ضعيفة النظر{[61071]} والطرف عنده هنا العين .
وقال يونس{[61072]} ( من ){[61073]} بمعنى الباء . والتقدير : بطرف خفي .
وقال : إنما قال من طرف خفي لأنه لا يفتح عينه ، إنما ينظر ببعضها إشفاقا{[61074]} .
وقيل : ( إنما قيل ذلك لأنهم ينظرون إلى النار بقلوبهم لا بأعينهم لأنهم يحشرون عميا ){[61075]} .
ووقف بعض العلماء على { خاشعين } ووقف أكثرهم على { خفي }{[61076]} . فتكون { من } في قوله : { من الذل }{[61077]} إن وقفت على { خاشعين } ( متعلقة ب { ينظرون } ){[61078]} .
وإن وقفت على { خفي } كانت { من } متعلقة ب{ ينظرون } ) .
وإن وقفت على { خفي } كانت { من } متعلقة ب { خاشعين } .
ثم قال تعالى : { وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة } أي : وقال المؤمنون يوم القيامة : إن المغبونين ، الذين غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة .
قال السدي : غبنوا ذلك في الجنة{[61079]} .
وقال ابن عباس : هم الذين خلقوا للنار وخلقت النار لهم ، خلفوا أهليهم وأموالهم في الدنيا ، وصاروا إلى النار فحرموا الجنة والدنيا{[61080]} .
وقال قتادة : خسروا أهليهم الذين أعدوا لهم في الجنة لو أطاعوا .
وقيل : لما كان المؤمنون يجتمعون مع أهليهم في الجنة وكان الكفار لا يجتمعون معهم كانوا قد خسروهم .
ثم قال : { ألا إن الظالمين في عذاب مقيم } أي : دائم ثابت لا يزول أبدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.