الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡلَا نُزِّلَتۡ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ مُّحۡكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلۡقِتَالُ رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ نَظَرَ ٱلۡمَغۡشِيِّ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَأَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (20)

ثم قال : { ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة } [ 21 ] .

أي : ويقول الذين صدقوا الله ورسوله هل نزلت سورة من الله تأمرنا بجهاد أعداء الله من الكفار ، فإذا أنزل الله سورة محكمة بالفرائض تأمرهم بالجهاد ، رأيت الذين في قلوبهم مرض ، يعني المنافقين ينظرون [ يا محمد نظر المغشي عليه من الموت ، أي : ينظرون إليك ]{[63555]} نظرا أمثال{[63556]} نظر الذي غشي عليه من حلول الموت به خوفا أن تأمرهم{[63557]} بالجهاد مع المسلمين ، وجبنا{[63558]} من لقاء العدو .

قال قتادة : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي{[63559]} محكمة{[63560]} وهي أشد القرآن على المنافقين ، والمرض هنا : الشك والنفاق .

وقوله تعالى : { فأولى لهم } هو وعيد لهم .


[63555]:ساقط من ح.
[63556]:ع: "مثل".
[63557]:ع: "يأمرهم".
[63558]:ع: "مجبنا": وهو تحريف.
[63559]:ع : "فهو": وهو تحريف.
[63560]:انظر: جامع البيان 26/34، وتفسير القرطبي 16/243، والبحر المحيط 8/81، والدر المنثور 7/496.