ثم قال : { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله } [ 39 ] أي : أنتم أيها المؤمنون تدعون/ أي{[63702]} لتنفقوا في سبيل الله/ ، فمنكم{[63703]} من يبخل بإخراج النفقة في سبيل الله ، ومن يبخل بالنفقة في سبيل الله فإنما يبخل عن نفسه ، لأنه يمنعها الأجر العظيم والثواب الجزيل فبخله عليها{[63704]} راجع .
ثم قال : { والله الغني وأنتم الفقراء } أي : لا حاجة به إلى أموالكم لأنه غني عنها وإنما يختبركم ليعلم الطائع من العاصي ، ليجازي{[63705]} كلا بعمله ، وأنتم أيها الخلق الفقراء إلى الله .
ثم قال : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } أي : وإن تعرضوا أيها الناس عن ما{[63706]} جاءكم به محمد فترتدوا ، يستبدل قول غيركم أي : يهلككم ثم يجيء بقوم آخرين بدلا{[63707]} منكم يعملون ما يؤمرون به .
{ ثم لا يكونوا أمثالكم } أي : لا يبخلوا بأموالهم عن النفقة في سبيل الله ولا يضيعوا شيئا من حدود [ الله ]{[63708]} .
" وروي أنه لما نزلت هذه الآية كان سلمان{[63709]} إلى{[63710]} جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من هؤلاء القوم ، إن تولينا{[63711]} يستبدلوا بنا ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم{[63712]} على منكب سلمان{[63713]} فقال ، هذا وقومه{[63714]} ، والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لنالته رجال من أهل فارس " {[63715]} .
وقيل : هم أهل اليمن{[63716]} .
وقيل : هم الملائكة ، وهو بعيد{[63717]} لأنه لا يقال للملائكة قوم{[63718]} .
وقيل المعنى إن تولى{[63719]} أهل مكة عن الإيمان والجهاد استبدل الله بهم أهل المدينة{[63720]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.