الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

ثم قال : { ولو نشاء لأريناكهم } [ 31 ] أي : ولو {[63644]} نشاء محمد لعرفناك بهؤلاء المنافقين وأطلعناك على نفاقهم بأعيانهم .

ثم قال : { فلعرفتهم بسيماهم } أي : بعلامات النفاق الظاهرة فيهم .

{ ولتعرفنهم في لحن القول } أي : في فحوى {[63645]} قولهم {[63646]} ، وظاهر ألفاظهم وأفعالهم .

قال ابن عباس : هم أهل النفاق وقد عرفه الله إياهم في سورة براءة فقال : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا } {[63647]} .

وقال : { فقل {[63648]} لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا } {[63649]} . فلولا أنه قد عرفه إياهم ما خصهم بهذا المنع {[63650]} .

وكذلك قال الضحاك {[63651]} .

وقال ابن عباس : فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منافقا فخاطبه {[63652]} إلا عرفه .

ثم قال : { والله يعلم أعمالكم } هذا مخاطبة لأهل الإيمان . أي : يعلم أيها الناس أعمالكم لا يخفى {[63653]} عليه شيء منها فيجازيكم [ عليها ] {[63654]} .


[63644]:ع : "لو".
[63645]:ع: "فجور".
[63646]:انظر: غريب القرآن وتفسيره 163، وتفسير الغريب 411.
[63647]:التوبة: 85.
[63648]:ساقط من ح.
[63649]:التوبة : 84.
[63650]:انظر: جامع البيان 26/38، وتفسير القرطبي 16/252.
[63651]:انظر: جامع البيان 26/38 .
[63652]:ع: "يخاطبه".
[63653]:ح : "يخفا" وهو خطأ.
[63654]:ساقط من ح.