الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

ثم قال : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم } [ 36 ] أي {[63675]} : ولا تضعفوا {[63676]} أيها المؤمنون عن {[63677]} قتال عدوكم ، وتدعوهم إلى الصلح والمسالمة ، وأنتم الغالبون لهم الظاهرون عليهم ، والله معكم بالنصر والمعونة عليهم .

وقيل : معنى { وأنتم الأعلون } وأنتم أولى بالله منهم {[63678]} .

وقال ابن زيد {[63679]} : هذا منسوخ نسخه الأمر بالجهاد {[63680]} والغلظة {[63681]} عليهم .

وقوله : { ولن يبركم أعمالكم } .

معناه : ولن يظلمكم الله ، فينقصكم أجور أعمالكم {[63682]} ، يقال وترت {[63683]} الرجل : إذا قتلت له قتيلا ، أو أخذت له مالا غصبا {[63684]} .

قال الفراء : هو مشتق من الوتر {[63685]} : وهو الذحل {[63686]} {[63687]} .

وقيل : هو مشتق من الوتر وهو الفرد ، فيكون المعنى ولن يفردكم بغير ثواب أعمالكم {[63688]} {[63689]} ، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم {[63690]} : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر {[63691]} أهله وماله " {[63692]} . أي أفراد منهما ، وقيل معناه : كأنما نقص أهله وماله {[63693]} .


[63675]:ع: "أي لا تضعفوا".
[63676]:انظر : العمدة 274، وغريب القرآن وتفسيره 163، وتفسير الغريب 411.
[63677]:ع: "على".
[63678]:انظر: جامع البيان 26/40.
[63679]:ح: "أبو زيد".
[63680]:انظر: جامع البيان 26/40.
[63681]:ح: "والعاطة": وهو تحريف.
[63682]:انظر: العمدة 275، وغريب القرآن وتفسيره 163، وتفسير الغريب 411.
[63683]:ح: "وثرة" وهو خطأ.
[63684]:انظر: مفردات الراغب 511، والصحاح 2/843، واللسان 3/872.
[63685]:ع: "الوتر".
[63686]:ع : "الرجل": وهو تصحيف.
[63687]:"الذحل": الثأر، وقيل: طلب مكافأة بجناية جنيت عليك أو عداوة أتيت إليك، وقيل: هو العداوة والحقد، وجمعه أذحال، يقال: طلب بذحله: أي: بثأره. راجع مادة "ذحل" في اللسان 1/1059، والصحاح 4/1701، والعدة 275، وإعراب النحاس 4/192.
[63688]:ع: "لأعمالكم".
[63689]:انظر: تفسير القرطبي 16/256.
[63690]:ع: "عليه السلام".
[63691]:ح: "وثر": وهو تصحيف.
[63692]:أخرجه البخاري في كتاب: مواقيت الصلاة – باب: وقت العصر 1/138، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة – باب: التغليظ في تفويت صلاة العصر 5/125. ومالك في الموطأ – كتاب: وقوت الصلاة – باب: جامع الوقوت 1/11، والبغوي في شرح السنة – كتاب: الصلاة – باب: وعيد من أخر العصر إلى اصفرار الشمس ووعيد من فاتته 2/213.
[63693]:انظر: معاني الفراء 3/64، وإعراب النحاس 4/193.