الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ} (33)

قوله : { أفرأيت الذي تولى } إلى قوله : { الجزاء الأوفى } الآيات [ 32 – 40 ] .

أي : أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان بالله عز وجل{[65896]} وأعرض وأعطى صاحبه قليلا من ماله ثم منعه فلم يعطه وبخل عليه .

هذه الآية نزلت في الوليد بن{[65897]}المغيرة وذلك أنه عاتبه بعض المشركين لما أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به فضمن له{[65898]} الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الآخرة ففعل وأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه تمام ما ضمن له{[65899]} .


[65896]:ساقط من ع.
[65897]:هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش ومن زنادقتها أدرك الإسلام وهو شيخ هرم، فعاداه وقاوم دعوته، وهو والد سيف الله خالد بن الوليد (ت 1 هـ). انظر: الكامل لابن الأثير 2/110، والمحبر 161-174-237-377.
[65898]:ساقط من ع.
[65899]:انظر: جامع البيان 27/41، وتفسير القرطبي 17-111.