ثم بين المؤمنين ونعتهم فقال : { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش } [ 31 ] أي : يبعدون عن ارتكاب الكبائر التي نهى الله عنها ، وقد تقدم القول فيها في " النساء " {[65863]} . ويبعدون عن ارتكاب الفواحش التي نهى الله عنها وهي الزنا وشبهه مما {[65864]} أوجب الله فيه حدا .
وقوله : { إلا اللمم } قال ابن عباس : إلا ما سلف منهم في الجاهلية قبل الإسلام {[65865]} .
وقال زيد بن أسلم : الكبائر : الشرك ، والفواحش ، والزنا ، تركوا ذلك حين أسلموا فغفر الله عز وجل {[65866]} لهم ما كانوا أتوا به وأصابوه من ذلك قبل الإسلام {[65867]} .
وقيل : اللمم : الصغائر {[65868]}/ .
وقيل : هي {[65869]} أن تلم بالشيء ولا تفعله . وقيل اللمم كنظر العين والتقبيل والجس .
وقال الشعبي : هو ما دون الزنا {[65870]} ، وقيل : " إلا " بمعنى الواو ، وليس بشيء هذا نقض كلام العرب .
وقال أبو هريرة : هو مثل القبلة والغمزة والنظرة والمباشرة {[65871]} .
وعن ابن عباس أن اللمم أن تأتي {[65872]} الذنب ثم تتوب {[65873]} منه ولا تعود {[65874]} {[65875]} .
وعن أبي هريرة أيضا مثله {[65876]} ، ( وهو قول أهل اللغة قالوا : اللمم بالذنب أن تناول منه ولا تمر عليه ، ويقال ألممت أتيت ونزلت عليه ) {[65877]} .
( وعن ابن عباس وابن الزبير ) {[65878]} هو ما بين الحدين ، حد الدنيا والآخرة وبه قال عكرمة وقتادة والضحاك {[65879]} .
وروى ابن وهب عن عبد الله بن عمر وابن العاص أنه قال : اللمم ما دون الشرك {[65880]} .
ثم قال : { إن ربك واسع المغفرة } أي : لمن اجتنب الكبائر .
{ هو أعلم إذ أنشأكم من الأرض } يعني آدم عليه السلام {[65881]} .
{ وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم } أجنة : جمع جنين {[65882]} ، أي : أعلم بكم في ذلك الوقت وفي كل وقت ، وهو أعلم بمن أتقى . وقيل اللمم هو الذنب [ بين ] {[65883]} الحدين مما لم يأت عليه حد في الدنيا ، ولا توعد عليه بنار في الآخرة تكفره {[65884]} الصلوات الخمس .
والكبائر مثل الزنا وقتل النفس التي حرم الله ، وشرب الخمر وعقوق الوالدين ، ( وأكل مال اليتيم ) {[65885]} .
وقال نفطويه {[65886]} : اللمم هو أن تأتي ذنبا لم يكن لك بعادة {[65887]} ، والعرب تقول : ما تأتينا إلا لماما : أي : في الحين بعد الحين {[65888]} .
قال : ولا يكون اللمم أن تهم ولا تفعل ؛ لأن العرب إذا قالت : ألم بنا فلان معناه فعل الإتيان لا أنه هم ولم يفعل {[65889]} ، ويدل على أنه فعل الذنب قوله { واسع المغفرة } فهل تكون المغفرة إلا لمن فعل ذنبا/ ، وهل يغفر ما لم يفعل .
وروى الحسن أنه قال : اللمم هو أن يلم الرجل اللمة من الخمر واللمة من الزنا ، و اللمة من السرقة ثم لا يعوده {[65890]} {[65891]} .
قال عمرو بن العاص : اللمم ما دون الشرك {[65892]} .
وقوله : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } {[65893]} يدل على أن اللمم : الصغائر يغفرها لم اجتنب الكبائر حتما .
وقوله : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } {[65894]} هذه المغفرة ليست بحتم إنما هي إلى مشيئة الله يفعلها لمن يشاء ، ومغفرة الصغائر لمن أجتنب الكبائر حتم من الله جل ذكره ( فعلها ) {[65895]} .
ثم قال : { هو أعلم بكم إذا نشأكم من الأرض } أي : الله عالم بما تعملون حين خلق أباكم آدم من الأرض ، وحين أنتم أجنة في بطون أمهاتكم يعلم ما تصير إليه أموركم ، وما أنتم عاملون ، فلا تزكوا أنفسكم فإن الله يعلم المتقي من الفساد . وأجنة جمع جنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.