الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (16)

وقال أبو سعيد الخدري : نزلت في أهل بدر ، يعني : { ومن يولهم يومئذ دبره{[27004]} }[ 16 ]{[27005]} .

ودليل أنها مخصوصة يوم بدر قوله : { يومئذ } ، فعلق الحكم بيوم معلوم{[27006]} .

وقال ابن عباس : الآية محكمة ، وحكمها باق إلى اليوم ، والفرار من الكبائر{[27007]} .

ومعنى : { باء بغضب }[ 16 ] .

أي : رجع به{[27008]} .


[27004]:في المحرر الوجيز 2/510، "والعبارة بالدبر في هذه الآية متمكنة الفصاحة، لأنها بشعة على الفار ذامة له". انظر: البحر المحيط 4/469.
[27005]:في تفسير ابن كثير 2/295: "وفي سنن أبي داود، والنسائي، ومستدرك الحاكم، وتفسير ابن جرير، وابن مردويه، من حديث داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أنه قال في هذه الآية {ومن يولهم يومئذ دبره}، إنما أنزلت في أهل بدر، وهذا كله لا ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر، وإن كان سبب نزول الآية فيهم...".
[27006]:قال ابن عطية، المحرر الوجيز 2/510: "وقال الجمهور من الأمة: الإشارة بـ:{يومئذ}، إلى يوم اللقاء الذي يتضمنه قوله: {إذا لقيتم}. وحكم الآية باق إلى يوم القيامة، بشرط الضعف الذي يتضمنه قوله: {إذا لقيتم}، وحكم الآية باق إلى يوم القيامة، بشرط الضعف الذي بينه الله تعالى في آية أخرى. وليس في الآية نسخ"، انظر: البحر المحيط 4/469، 470.
[27007]:الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 297. وانظر: صحيفة علي بن أبي طلحة 249، وجامع البيان 13/440. وقال مكي في الإيضاح: "والصواب فيها: أنها محكمة باقية على ما وقع عليه التخفيف الذي بينها وخصصها في آخر السورة"، وهو اختيار الطبري في جامع البيان 13/440، وللتوسع انظر: تفسير القرطبي 7/241.
[27008]:غريب ابن قتيبة 178، بلفظ: "أي رجع بغضب".