الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (10)

وقوله : { { وما جعله الله }[ 10 ] .

" الهاء " تعود على " الإمداد " {[26915]} .

وقيل : على " الإرداف " {[26916]} .

وقيل : على " الألف " {[26917]} .

وقيل : على قبول الدعاء{[26918]} .

والمعنى : { وما جعله الله } : إرداف الملائكة بعضها بعضا{[26919]} .

{ إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم }[ 10 ] ، أي : ولكي{[26920]} تسكن إلى ذلك قلوبكم ، وتوقن بنصر الله عز وجل ، فليس النصر إلا من عند الله ، سبحانه { إن الله عزيز } ، أي : لا يقهره شيء{[26921]} ، { حكيم } في تدبيره{[26922]} .

و " الهاء " ، في : { به } تحتمل ما جاز في " الهاء " في{[26923]} : { جعله }{[26924]} .

ويجوز رجوعها على " البشرى " ؛ لأنها تعني الاستبشار{[26925]} .


[26915]:مشكل إعراب القرآن 1/311، وزاد: ودل عليه قوله {ممدكم}.
[26916]:المصدر نفسه، وزاد، ودل عليه قوله: {مردفين}. وهو قول الفراء في معاني القرآن 1/401. وتابعه الطبري في جامع البيان 13/417.
[26917]:المصدر نفسه، وزاد: لأنه مذكر.
[26918]:المصدر نفسه، وزاد: ودل عليه قوله تعالى: {فاستجاب لكم}. وللتوسع ينظر: المحرر الوجيز 2/505، والبحر المحيط 4/461، والدر المصون 3/400.
[26919]:في "ر": بعض، وهو خطأ ناسخ.
[26920]:في الأصل: ولكن. وأثبت ما يقتضيه السياق لأن اللام في قوله تعالى: {ولتطمئن} لام كي، كما في إعراب القرآن للنحاس 1/179. وفي ر، أفسدته الرطوبة والأرضة.
[26921]:تمامه في جامع البيان 13/418: "ولا يغلبه غالب، بل يقهر كل شيء ويغلبه؛ لأنه خلقه".
[26922]:تمامه في جامع البيان 13/418: "ونصره، وخذلانه من خذل من خلقه، لا يدخل تدبيره وهن ولا خلل"، سبحانه.
[26923]:في "ر": في جملة {جعله}.
[26924]:مشكل إعراب القرآن 1/312، انظر: المصادر السالفة في عود ضمير: {جعله}.
[26925]:المصدر نفسه.