الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ} (2)

قوله : { فسيحوا في الارض أربعة أشهر }[ 2 ] ، الآية .

المعنى : فسيحوا يا أيها الذين لهم عهد وقد نقضوا قبل إتيان الأجل . وأما من له عهد أربعة أشهر فما دون ، فقيل لهم : سيحوا في الأرض أربعة أشهر من يوم النحر ، أي : تصرفوا مقبلين ومدبرين ، ثم لا أمان لكم بعدها إلا بالإسلام{[28126]} .

وأشهر [ السياحة ]{[28127]} على قول مجاهد{[28128]} ، وغيره : من يوم النحر إلى عشر خلون من ربيع الآخر{[28129]} .

وعند الزهري : شوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم{[28130]} .

وتسمى أيضا أشهر{[28131]} السياحة ، أي : سمح لهم فيها بالتصرف آمنين{[28132]} .

قوله : { واعلموا أنكم غير معجزي الله }[ 2 ] .

أي : مفيتيه أنفسكم ، أين كنتم ، وأين ذهبتم بعد الأربعة الأشهر وقبلها ، لا منجي منه ولا ملجأ إلا الإيمان به ، عز وجل ، وبرسوله{[28133]} عليه السلام{[28134]} .

{ وأن الله مخزي الكافرين }[ 2 ] .

أي : مذلهم ومورثهم العار{[28135]} في الدنيا والآخرة{[28136]} .


[28126]:انظر: جامع البيان 14/96، و102 و111.
[28127]:زيادة من "ر".
[28128]:التفسير 363.
[28129]:وهو قول السدي، ومحمد بن كعب القرظي أيضا، كما في جامع البيان 14/99، 100، وتفسير الماوردي 2/338، وزاد المسير 3/394.
[28130]:مضى قريبا، وأضف إلى مصادر توثيقه المذكورة هناك: تفسير الماوردي 2/338، وأحكام ابن العربي 2/895، وتفسير الرازي 8/228.
[28131]:في الأصل: الشهر، وهو تحريف، وقال في تفسير المشكل من غريب القرآن 184: "ويقال: أشهر السياحة".
[28132]:انظر: مزيد بيان في جامع البيان 14/111، وزاد المسير 3/393، وتفسير الرازي 8/227، وتفسير القرطبي 8/42.
[28133]:جامع البيان 14/111، بتصرف.
[28134]:في "ر": صلى الله عليه وسلم.
[28135]:في الأصل: اللعان، وهو تحريف. وصوابه في "ر"، وجامع البيان الذي نقل عنه مكي.
[28136]:جامع البيان 14/112، باختصار يسير. وفيه: "....العار في الدنيا والنار في الآخرة".