الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (7)

قوله : { كيف يكون للمشركين عهد عند الله }[ 7 ] ، الآية .

المعنى : أنّى{[28228]} يكون للمشركين عهد يوفى لهم به ، فيتركون من أجله آمنين ؟ إلا الذين أُعطوا العهد عند المسجد الحرام منهم { فاستقيموا لهم }[ 7 ] ، أيها المؤمنون على عهدهم ، ما استقاموا لكم عليه{[28229]} .

قال الفراء : في { كيف } ، هنا معنى التعجب{[28230]} .

وهؤلاء القوم : بنو جذيمة{[28231]} بن الدئِل{[28232]} .

وقيل : هم قريش{[28233]} .

قال ابن زيد : فلم يستقيموا ، فضرب لهم أجل أربعة أشهر ، ثم أسلموا قبل تمام الأجل{[28234]} .

وقال قتادة : نقضوا ولم يستقيموا ، أعانوا أحلافهم من بني بكر ، على حِلف النبي صلى الله عليه وسلم ، خزاعة{[28235]} .

وقال [ مجاهد ]{[28236]} : هم قوم من خزاعة{[28237]} .


[28228]:في الأصل: أن، وهو تحريف.
[28229]:جامع البيان 14/141، بتصرف.
[28230]:معان القرآن، 1/423، بلفظ: "قوله:....على التعجب، كما تقول: كيف يُستبقى مثلك، وأي: لا ينبغي أن يستبقى".
[28231]:في المخطوطتين: خديمة، بالخاء المعجمة، وهو تصحيف.
[28232]:وهو قول السدي، كما في جامع البيان 14/141.
[28233]:وهو قول ابن عباس، كما في جامع البيان 14/143، وتفسير الماوردي 2/342، وتفسير البغوي 4/14، وزاد المسير 3/400.
[28234]:جامع البيان 14/143، باختصار.
[28235]:تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/267، وجامع البيان 14/143، 144، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1757، والدر المنثور 4/134.
[28236]:زيادة من "ر".
[28237]:جمع البيان 14/144، وتفسير الماوردي 2/342، وزاد المسير 3/400.