الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ} (6)

وقوله : { وإن أحد من المشركين استجارك }[ 6 ] ، الآية .

والمعنى : وإن استأمنكم ، يا محمد ، أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم بعد انسلاخ الأشهر الأربعة ، ليسمع كلام الله سبحانه ، منك ، فأمِّنه{[28220]} حتى يسمعه ، { ثم أبلغه مامنه }[ 6 ] ، أي : إن أسمع{[28221]} ولم يتعظ ، فرده إلى حيث يأمن منك ومن أصحابك ، ويلحق بداره{[28222]} .

وإضافة الكلام إلى الله ، جل ذكره ، في هذا إضافة تخصيص من طريق القيام به ، فهي إضافة صفة إلى موصوف ، وليست بإضافة ملك إلى مالك ، ولا بإضافة خلق إلى خالق ، ولا بإضافة تشريف{[28223]} ، بل هي إضافة على معنى : أن ذاته[ غير{[28224]} ] متعدية منه .

فافهم{[28225]} .

قوله : { ذلك بأنهم قوم لا يعلمون }[ 6 ] .

أي : يفعل{[28226]} ذلك بهم ؛ لأنهم قوم جهلة لا يعلمون قدر ما دعوا إليه{[28227]} .


[28220]:في الأصل: فأمنت، وهو تحريف.
[28221]:في "ر": سمع.
[28222]:جامع البيان 14/138، بتصرف.
[28223]:كما تزعم المعتزلة، كبيت الله وناقة الله، انظر: شرح العقيدة الطحاوية 1/174.
[28224]:ما بين الهلالين ساقط من "ر". ففسد الكلام فسادا بينا.
[28225]:قول مكي هاهنا أورده ابن عطية في المحرر 3/9، وأبو حيان في البحر 5/13، مختصرا من غير نسبة. وللتوسع في الموضع انظر: الإبانة عن أصول الديانة 61، وما بعدها، الباب الثاني: الكلام في أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وشرح العقيدة الطحاوية 1/172، وما بعدها، القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق.
[28226]:في جامع البيان الذي نقل عنه مكي: تفل، بتاء مثناة من فوق.
[28227]:جامع البيان 14/138، باختصار.