تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (62)

وقوله تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) قالت المعتزلة : دلت الآية على أن أصحاب الكبائر ليسوا بمؤمنين لأنه لو كانوا مؤمنين لكانوا أولياء الله ، كانوا[ في الأصل وم : لكان ] لا خوف عليهم ، ولا حزن . فإذا كان فلا[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] شك أن على أصحاب الكبائر [ خوفا وحزنا ][ في الأصل وم : خوف وحزن ] وفي وقت دون وقت وليس في الآية أن ليس على أولياء الله خوف ولا حزن من أول الأمر إلى آخره .

ويحتمل قوله : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما يكون لأهل الدنيا في الدنيا من الخوف والحزن . إنما خوفهم وحزنهم لعاقبتهم .

ويشبه أن ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) في الجنة وهكذا يكون إذا دخلوا الجنة يأمنون من جميع ما ينغصهم[ في الأصل وم : ينفعهم ] .