وقوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ ) يحتمل ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ ) إذ أضاف إنزاله إلى السماء ، وإن كانت الأرزاق إنما تخرج من الأرض لما كانت أسبابها متعلقة بالسماء [ بها ][ ساقطة من الأصل وم ] يكون نضج الأنزال وينع الأعناب[ في الأصل وم : الأعشاب ] وإصلاح الأشياء كلها ؛ يعني أسباب الأرزاق من نحو المطر الذي به تنبت الأرض النبات ، وبه تخرج جميع أنواع الخرج[ في الأصل وم : الخارج ] مما يكون فيه غذاء البشر والدواب ، ومن نحو الشمس التي[ في الأصل وم : الذي ] بها تنضج الأنزال ، وبها تينع الأعناب وجميع الفواكه ، ونحوه .
أضاف ذلك إلى السماء لما ذكرنا ، وكذلك قوله ( وفي السماء رزقكم وما توعدون )[ الذاريات : 22 ] أي أسباب ذلك في السماء لا أن عين ذلك في السماء .
ويحتمل قوله : ( ما أنزل لكم من رزق ) أي ما خلق الله ، وكذلك جميع ما يضاف إلى الله إنما يضاف إليه بحق الخلق ؛ أي خلقه منزلا كقوله : ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )[ الزمر : 6 ] ونحو ذلك أي خلق لكم من الأنعام ما ذكر ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً ) قال[ في الأصل وم : وقال ] بعضهم : ما حرموا من البحيرة والسائبة والوصيلة وما ذكر في سورة الأنعام والمائدة . وقال بعضهم : ما حرموا للآلهة التي كانوا عبدوها أي جعلوها للأصنام ، وهو ما ذكر في الأنعام ، وهو قوله : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا )الآية[ الأنعام : 36 ] نحو ما ذكرنا في الآية ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) أي ( أالله أذن لكم ) في تحريم ما حرمتم وتحليل ما حللتم ( أم على الله تفترون ) وذلك أن هذه السورة نزلت في محاجة أهل مكة وهم لم يكونوا /231-بؤمنين بالرسل والكتب . وإنما يوصل إلى معرفة المحرم والمحلل بالرسل والكتب والخبر عن الله ، وهم لم يكونوا مؤمنين بواحد مما ذكرنا فكيف جعلتم منه حراما وحلالا وأنتم لا تؤمنون بما[ في الأصل وم : ما ] به يعرف الحلال والحرام ؟ فكيف حرمت ما أحل لكم أو أحللتم ما حرم عليكم يخبر عن سفههم وعنادهم وافترائهم على الله فإذا اجترؤوا أن يفتروا على الله [ فهم على ][ في الأصل و م : فعلى ] غيره أجرأ ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.