تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم /652 ب/

الآيتان1و2 : قوله تعالى : { والعصر } { إن الإنسان لفي خسر } خرج قوله : { والعصر } مخرج القسم ، والقسم موضوع في الشاهد لتأكيد ما ظهر من الحق الخفي ، أو لنفي شبهة اعترضت ، أو دعوى ادّعيت ، فكذلك في الغائب .

ثم الأصل بعد هذا أنه ليس في جميع القرآن شيء مما وقع عليه القسم إلا إذا تأمله المرء ، واستقصى فيه المعنى الذي أوجبه القسم .

ثم اختلفوا في تأويل{[24026]} قوله : { والعصر } : فمنهم من قال : هو الدهر والزمان ، ومنهم من قال : هو آخر النهار ، فذلك وقت يشتمل على طرفي النهار وأول الليل ، فكأنه أراد به الليل والنهار .

وقال أبو معاذ : يقول العربي{[24027]} : لا أكلمك العصر ، إن يرد{[24028]} الليل والنهار ، وفي مرور الليل والنهار مرور الدهور والأزمنة ؛ لأنهما يأتيان على الدهور والأزمنة وما فيهما ، فكان في ذكر الليل والنهار ذكر كل شيء ، والقسم بكل شيء قسم بمنشئه ؛ لأن كل من ذلك إن نظرت فيه ذلك على صانعه ومنشئه .


[24026]:في الأصل وم: تأويله
[24027]:في الأصل وم: العرب
[24028]:في الأصل وم: يريدون