تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٞ كَفُورٞ} (9)

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ) قيل : سعة في المال ونعمة ( ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ) إياسه ذهاب ذلك المال عنه ونزعه منه ، [ وعدم عود ][ في الأصل وم : عن العود ] ذلك إليه يقنطه[ في الأصل وم : ويقنطه ] .

والإياس قد يكون كفرا كقوله : ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )[ يوسف : 87 ] ويحتمل قوله : ( إِنَّهُ لَيَئُوسٌ ) في حال ذهاب النعمة ، و( كفور ) في حال النعمة والسعة ، ( كفور ) لما رأى نزع ذلك المال والسعة منه جورا وظلما فهو كفور .

وعن ابن عباس [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ ) يعني الكافر ( منا رحمة ) يقول : نعمة العافية وسعة المال وما يسر به ( ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ) يعني [ قنوط آيسا ][ في الأصل وم : قنوط آيس واقنطه ] من رحمة الله ، وهو كقوله : ( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ )[ الروم : 36 ] .