وقوله تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) قال بعضهم : عنى بالدابة الممتحن بها ، وهي[ في الأصل وم : وهو ] البشر . وأما غيره من الدواب فقد سخره[ في الأصل وم : سخرها ] للممتحن به . وقال قائلون : أراد كل دابة تدب على وجه الأرض من الممتحن به وغيره . وتمامه ( وما من دابة في الأرض ) جعل قوامها وحياتها بالرزق ( إلا على الله ) إنشاء ذلك الرزق لها . ثم من الرزق ما جعله بسبب ، ومنه ما جعله بغير سبب .
وقوله تعالى : ( إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) اختلف [ فيه ][ ساقطة من الأصل وم ] أيضا : قال بعضهم : قوله ( على الله رزقها ) أي على الله إنشاء رزقها ، وخلقه لها ، الذي به قوامها وحياتها ، وهو كقوله ( وفي السماء رزقكم )[ الذاريات : 22 ] أي ينشئ ، ويخلق رزقنا بسبب من السماء من المطر غيره . فعلى ذلك قوله : ( على الله رزقها ) أي على الله إنشاء رزقها وخلقه لها . وقيل : ( على الله رزقها ) أي على الله أن يبلغ إليها رزقها ، وما قدر لها ، وما به معاشها .
ثم قوله تعالى : ( على الله ) قال بعضهم : ما جاءها من الرزق إنما جاءها من الله لم يأتها من غيره ، و( على الله ) بمعنى من الله . وذلك جائز في اللغة كقوله : ( إذا اكتالوا على الناس )[ المطففين : 2 ] وهو قول مجاهد .
ويحتمل قوله : ( على الله رزقها ) أي على الله وفاء ما وعد ، وقد كان وعد أن يرزقها ، فعليه وفاء وعده وإنجازه . ويحتمل وجها آخر ، وهو أنه لما خلقها ليبقيها[ في الأصل وم : أنه يبقيها ] إلى وقت عليه إبلاغ ما به تعيش إلى ذلك الوقت والأجل الذي خلقها [ له ][ ساقطة من الأصل وم ] ليبقيها إلى ذلك [ الوقت ][ ساقطة من الأصل وم ] وبعضه قريب من بعض .
وقوله تعالى : ( وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ) اختلف فيه : قال بعضهم ( مستقرها ) بالليل ، ( ومستودعها ) بالنهار في معاشها ، وقال بعضهم : المستقر : الرحم ، والمستودع الصلب ، وقال بعضهم : المستقر الصلب ، والمستودع الرحم . وقال بعضهم : المستقر المنقلب في الدنيا ، والمستودع مثواها في الآخرة ، كقوله : ( والله يعلم متقلبكم ) في الدنيا وتحرككم في معاشكم ( ومثواكم )[ محمد : 19 ] أي قراركم ومقامكم في الآخرة ، وقال بعضهم : ( مستقرها ) في الدنيا ( ومستودعها ) في القبر .
ويشبه أن يكون هذا [ إخبارا ][ ساقطة من الأصل وم ] عن العلم بها في كل حال ، [ في حال ][ ساقطة من الأصل وم ] سكونها وفي حال حركتها ، لأنها لا تخلو ؛ إما أن تكون ساكنة تارة أو متحركة [ تارة أخرى ][ ساقطة من الأصل وم ] أي يعلم عنها كل أحوالها[ في الأصل وم : حالها ] ويشبه أن يكون صلة ما تقدم ، وهو قوله : ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ )الآية[ الآية : 5 ] يخبر أنه إذا لم يخف عليه كون كل دابة في الأرض ( وما تغيض الأرحام )[ الرعد : 8 ] وما استودع في الأصلاب ، كيف يخفى عليه أعمالكم التي عليها العقاب ولكم بها الثواب ، وفيها الأمر والنهي ؟ والله أعلم ، و( كل في كتاب مبين ) أي مبين في كتابه ؛ قيل : ( في اللوح المحفوظ ) ويحتمل القرآن وغيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.