تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (8)

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) قيل : إلى وقت معلوم ، هو البعث كرامة ، والله أعلم ، لأنه وقت به تنقضي آجال الأمم جميعا ( ليقولن ما يحبسه ) أي كانوا يقولون : ما يحبس عنا العذاب الذي يعدنا ، لم تزل عادتهم استعجال العذاب ، استهزاء به[ في الأصل وم : بهم ] .

وقوله تعالى : ( أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ) ذلك إذا جاء لا يملك أحد صرفه عنهم كقوله : ( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )[ الأنعام : 51 ] وقوله : ( وما لهم من الله من واق )[ الرعد : 34 ] ونحوه .

وقوله تعالى : ( وحاق بهم ) قيل : نزل بهم ، و قيل : يحق عليهم[ في الأصل وم : بهم ] ( مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) جزاء استهزائهم بالرسول والكتاب .

وقوله تعالى : ( أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ) أي لا يصرف عنهم بشفاعة من طمعوا بشفاعته كقوله[ في الأصل وم : قوله ] : ( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون )[ يس : 74 ] ونحو ذلك لأنهم كانوا يعبدون الأصنام رجاء أن تشفع لهم .