وقالت المعتزلة : قوله : ( ولا يزالون مختلفين ) ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي للرحمة خلقهم فقال بعض متكلمي أصحابنا : إن الرحمة تذكر بالتأليف ، وهو إنما ذكر بالتذكير حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( ولذلك خلقهم ) [ ولم يقل : ولتلك خلقهم ][ من م ، ساقطة من الأصل ] دل أنه ليس على ما يقولون .
قال قائلون : للاختلاف خلقهم ( إلا من رحم ربك ) . وقال بعضهم : هو صلة قوله : ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )[ هود : 117 ] أي خلقهم لئلا يهلك ( القرى بظلم وأهلها مصلحون ) .
وعندما ذكرنا ؛ أي خلقهم للذي علم أنه يكون منهم ، وأنهم يصيرون إليه من الاختلاف أو الاتفاق ، والعداوة أو[ في الأصل وم : و ] الولاية ، لا يخلقهم لغير الذي علم أنه يكون منهم ، ولا يريد أيضا غير ما علم أنهم يصيرون إليه ، ولا يعلم غير ما يكون منهم ، والله الموفق .
وتأويل المعتزلة في قوله : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) أنها مشيئة القسر والقهر ، فذلك بعيد لأنه لا يكون في حال القهر والاضطرار إيمان لأن من أكره ، واضطر على الإيمان حتى آمن ، فإنه لا يكون ؛ إنما يكون الإيمان إيمانا ي حال الاختيار ؛ إذا آمن يختار ممتحنا فيه . فعند ذلك يكون إيمانه إيمانا . دل أن تأويلهم فاسد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.