تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

وقوله تعالى : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) قال بعضهم : قوله : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) أحسن البيان ( بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ) وقال بعضهم : ( نحن نقص عليك ) أي نخبرك أحسن ما في كتبهم من القصص وأحسن ما في كتبهم من الأنباء والأحاديث .

وقوله تعالى : ( أحسن القصص ) أصدقه ، وكذلك قوله[ في الأصل وم : قول ] ( الله أنزل أحسن الحديث كتابا )[ الزمر : 23 ] وأحسن الحديث أصدقه ؛ هو أحسن القصص ، أي أصدقه[ أدرج بعدها في الأصل وم : وأحسن الحديث أصدقه ] .

وقوله تعالى : ( وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ ) عن [ هؤلاء الأنبياء ][ في الأصل وم : الأنباء ] وعن قصصهم . فهذا يدل أن الإيمان إيمان[ أدرجت في الأصل وم بع : والرسل ] بجملة الأنبياء والرسل ، وإن لم تعرف أنفس الأنبياء وأنفس الرسل وأساميهم لأنه أخبر أنه كان غافلا عن أنبائهم وعن قصصهم ، ولا شكل أنه كان مؤمنا بالله مخلصا ، وبالله العصمة .

وقال ابن عباس رضي الله عنه ( أحسن القصص ) كلام الرحمن ، وقال مجاهد ( الله أنزل أحسن الحديث كتابا )[ الزمر : 23 ] كلام رب العالمين .

وقوله تعالى : ( تلك آيات الكتاب المبين ) يخرج على وجهين :

أحدهما : أن يكون الذي سألوا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف وصيرورة بين إسرائيل بمصر ، وقد كانوا من قبل بالشام ، فقال : تلك الأنباء والقصص يجعلها آيات هذه السورة التي هي من الكتاب المبين .

والثاني[ في الأصل وم : أو ] : ( تلك آيات ) حجج وبراهين رسالة[ في الأصل وم : الرسالة ] محمد صلى الله عليه وسلم إذ هي من أنباء الغيب عنهم ، يعلم الأنباء عنها بالله سبحانه وتعالى .