تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (2)

وقوله تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ) قوله : ( أنزلناه ) بالهاء[ في الأصل وم : بها ] كناية عن الكتاب الذي تقدم ذكره ، ( قرآنا عربيا ) أنزلناه بلسان العرب ، ولا ندري بأي لسان كان في اللوح المحفوظ ؟ غير أنه أخبر أنه أنزله بلسان العرب . وهكذا كل كتاب أنزل إنما أنزل بلسان المنزل عليهم ، لم ينزله[ في الأصل وم : ينزل ] بغير لسانهم .

وقوله تعالى : ( لعلكم تعقلون ) مالكم ، وما عليكم ، وما تأتون ، أو تعقلون أن هذه الأنباء التي يخبركم بها محمد صلى الله عليه وسلم من الله تعالى لأنها كانت في كتبهم بغير لسانه ، فأخبر على ما كانت في كتبهم . دل أنه إنما عرف ذلك بالله تعالى .

أو ( لعلكم تعقلون ) بأن فيه شرفكم لأنكم تصيرون متبوعين لما يحتاج الناس إلى معرفة ما فيه ، ولا يوصل لذلك[ في الأصل وم : ذلك ] إلا بكم ، فتكونون متبوعين ، والناس أتباع لكم ، وهو كقوله : ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم )[ الأنبياء : 10 ] قال أهل التأويل : أي فيه شرفكم ، والله أعلم .