تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ} (100)

الآية : 100 ( وقوله تعالى ) {[10498]} : { إنما سلطانه على الذين يتولونه } ، لكن ليس له ملك القهر على الذين يتولونه أيضا .

إنما يتبعونه بإشارات منه طوعا . فدلَّ أن تأويل الملك لا يصح في السلطان أو الحجة .

ثم يحتمل قوله : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا } ، بالقرآن ؛ لأنه ذكره{[10499]} على إثر ذكر القرآن . ويحتمل { الذين آمنوا وعلى ربهم } ، فهما واحد في الحاصل ، { إنما سلطانه } ، حجته أو سبيله ، { على الذين يتولونه } ، يتخذونه {[10500]} وليا ، فيطيعونه في كل أمره ، وجميع إشاراته وما يلقيه {[10501]} إليهم .

وأصله : { ليس له سلطان على الذين آمنوا } بربهم ، { وعلى ربهم يتوكلون } ، في جميع أحوالهم وساعاتهم ، أي : ( لا ){[10502]} سلطان له ، ولا سبيل على من آمن بربه ، وتوكل عليه .

وقوله تعالى : { والذين هم به مشركون } ، إبليس ؛ يتبعونه ، ويعدلونه بربهم . ويحتمل : { به مشركون } ، بربهم .

والتوكل : هو الاعتماد عليه ، وتفويض الأمر إليه في كل حال : السراء والضراء ، وفي كل وقت : الضيق والسعة . فذلك التوكل عليه .


[10498]:ساقطة من الأصل وم.
[10499]:الهاء ساقطة من الأصل وم.
[10500]:الهاء ساقطة من الأصل وم.
[10501]:في الأصل وم: يلقون.
[10502]:من م، ساقطة من الأصل.