فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ} (100)

{ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ( 100 ) } .

ثم حصر سبحانه سلطان الشيطان فقال : { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } ، أي : تسلطه ، { عَلَى } إغواء { الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } ، أي : يتخذونه وليا ويطيعونه في وساوسه ، يقال : توليته إذا أطعته ، وتوليت عنه إذا أعرضت عنه ، وهذا مقابل لقوله : { وعلى ربهم يتوكلون } . { وَالَّذِينَ هُم بِهِ } ، أي : بالله ، والباء للتعدية . { مُشْرِكُونَ } ، وقيل : الضمير يرجع إلى الشيطان ، والباء للسببية ، أي : والذين هم من أجله وبسبب وسوسته مشركون بالله ، وهذا مقابل لقوله : { على الذين آمنوا } .