تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (94)

الآية : 94 وقوله تعالى : { ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم } ، قد ذكرنا . وقوله تعالى : { فتزل قدم بعد ثبوتها } ، قال أبو بكر : دل قوله : { فتزل قدم به ثبوتها } ، أن الآيات التي تقدم ذكرها في أهل الإسلام ؛ لأنه أخبر أنه تَزِلُّ { قدم بعد ثبوتها } ، وهو الكفر بعد الإسلام .

وعندنا ما ذكرنا أن قوله : { فتزل قدم } ، بالخوف ، { بعد ثبوتها } ، أو بعد ما كانوا آمنين ؛ لأنهم بإيمانهم كانوا يأمنون ، وبنقضهم العهد و الأيمان يخافون . فيكون قوله : { فتزل قدم } ، كناية عن الخوف ، ( وقوله : { بعد ثبوتها } ) ، {[10479]} كناية عن الأمن ، أي : صاروا خائفين بنقض العهود والأيمان بعدما كانوا آمنين ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله } ، على هذا التأويل : يذوقون ذلك في الدنيا بالقتل والقهر ، يحتمل في الآخرة بما صدوا الناس عن دين الله ، واستبدلوا به الكفر بعد الإيمان . { ولكم عذاب عظيم } .


[10479]:في الأصل وم: وثبوت.