الآية71 : وقوله تعالى : { قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } قال بعضهم : يعني موسى : وقال بعضهم : كبير السحرة الذي علم السحر . وقال في آية أخرى : { إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها } /322- ب/ الآية [ الأعراف : 123 ] قد علم فرعون أن ذلك ليس بسحر ولا مكر ، مكروا به . لكنه أراد أن يموه على قومه ، ويُلبس عليهم أمر موسى وما جاء [ به ] {[12344]} من الآيات والحجج لأنه هو الذي رباه ، ونشأ بين ظهرانيه وأهله . فعلم أنه لم يتعلم السحر من أحد ، لما فارقه ، وخرج من عندهم إلى مدين ، لم يكن هناك [ ساحر ] {[12345]} يتعلم منه السحر لكنه أراد التمويه والتلبيس على قومه . وكذلك أهل مكة حين{[12346]} نسبوا رسول الله إلى السحر والكهانة والافتراء والجنون وغيره علموا أنه ليس بساحر ولا كاهن ولا مجنون ولا مفتر لأنه نشأ بين أظهرهم صغيرا ، لم يؤخذ عليه كذب قط على أحد من الخلائق ، فكيف على الله تعالى ؟ ولا رأوه اختلف إلى أحد من السحرة والكهنة في تعلم ذلك . لكنهم أرادوا التمويه والتلبيس على الناس لئلا يتبعوه إلى ما دعاهم إليه من دين الله وتوحيده .
ثم الرسل ، صلوات الله تعالى عليهم ، لو لم يكن معهم الآيات المعجزة ولا الحجج النيرة كانت أنفسهم وما عليه طبعوا من السيرة الحسنة والأخلاق الكريمة الجميلة وما اختاروا من الأمور العظيمة الرفيعة دالة على رسالتهم ونبوتهم . فكيف وقد جاؤوا بالآيات المعجزة والبراهين المنيرة ؟ وما طبع السحرة من السيرة المذمومة و الأخلاق الدنية والأمور الخسيسة يدل على كذبهم وافتعالهم . فكيف أشكل عليهم معرفة{[12347]} السحر من الرسالة والتمويه من الحجة ؟ لكنهم أرادوا بذلك ما ذكرنا من التمويه على قومهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل } يشبه أن يكون ذلك الوعيد منه في وقتين . أوعدهم أولا بقطع اليد والرجل من خلاف على الإبقاء رجاء أن ينتهوا عما اختاروا . فإذا لم ينتهوا عنه فعند ذلك أوعدهم بالقتل والصلب ، إذ في القتل والصلب إتلاف ما دونه من الجوارح . فإن كان على هذا ففيه أن كل حد ، يراد به الإبقاء [ فإنه لا يؤتى على الجوارح كلها ، والقطع في السرقة قد يراد به الإبقاء لذلك لا يؤتى على الجوارح كلها ، وكذلك [ حد{[12348]} قطاع الطرق ؛ إذ يراد به الإبقاء ] {[12349]} لم يزد على قطع اليد والرجل من خلاف .
وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى } لو ذاق اللعين شيئا من عذاب ربه لم يقل مثل هذه المقالة ، ولولا ما عرف من حلم ربه ، وإلا لم يتجاسر أن يتكلم بمثل هذا ، ويوعدهم أن عذابه أشد من عذاب الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.