تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ لَن نُّؤۡثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَاۖ فَٱقۡضِ مَآ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَآ} (72)

الآية 72 : وقوله تعالى : { قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات } أي لن نؤثرك بالربوبية والعبادة لك والطاعة على ما جاءنا من البينات على ربوبية الله وألوهيته وعبادته .

وقوله تعالى : { والذي فطرنا } قال بعضهم : { لن نؤثرك } أيضا على الذي خلقنا . لكن غيره أشبه ، وهو أن قوله : { والذي فطرنا } على القسم أي بالذي فطرنا ؛ كأنهم أيأسوه عن العود{[12350]} إلى عبادته وخدمته .

وقوله تعالى : { فاقض ما أنت قاض } ليس على الأمر ، لكن الإياس عن ذلك ، أي أنك وإن فعلت بنا ما أوعدت فإنا { لن نؤثرك } .

وقوله تعالى : { إنما نقضي هذه الحياة الدنيا } أي إنما تقضي في هذه الحياة الدنيا .


[12350]:من م، في الأصل: العون.