تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِۦ خِيفَةٗ مُّوسَىٰ} (67)

الآية 67 : [ وقوله تعالى ] {[12332]} : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } أي وقع في قلبه الخوف ، وخاف إذ صنع القوم ما صنعوا من السحر . ثم يحتمل ذلك الخوف منه وجهين :

أحدهما : خاف على ما طبع البشر عليه من خوف الطبع لا خوف غلبة ، لأنه قال لهم : { ما جئتم به السحر إن الله سيبطله } [ يونس : 81 ] كان يعلم عليه السلام أن تمويهات السحر لا تبطل حجج الله وآياته . فدل ذلك أنه خاف خوف الطبع والجبلة لا خوف القهر والغلبة .

[ والثاني ] {[12333]} : أن يكون خوفه لما أخذ سحر أولئك أعين الناس خاف موسى أن يمنعهم ذلك أن يبصروا ما جاء هو به من الآية والبرهان .

وقال بعضهم : خاف أن يشكوا فيه ، فلا يتابعوا ، ويشك فيه من تابعه ، وهو ما ذكرنا قريبا منه ، والله أعلم .


[12332]:ساقطة من الأصل وم.
[12333]:في الأصل وم: أو.