الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا لَٰعِبِينَ} (16)

ثم قال تعالى : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين }[ 16 ] .

أي : ما خلقناهما لعبا وعبثا ، إنما خلقناهما حجة عليكم أيها الناس ، لتعتبروا وتعلموا أن الذي خلقهما ودبرهما لا يشبه شيء ، وإنه لا تكون العبادة إلا له .

وقيل{[45812]} : المعنى ، ما خلقناهما وما بينهما لعبا ولا باطلا{[45813]} ، أي : ليظلم{[45814]} بعض الناس بعضا{[45815]} ، ويكفر بعضهم{[45816]} ، ويخالف بعضهم ما أمر به ، ثم يموتوا فلا يجاوزون بأفعالهم{[45817]} .

وقيل : المعنى : ما خلقناهما لعبا ، بل خلقناهما ليؤمر الناس بحسن وينهوا عن قبح .


[45812]:القول لقتادة في الدر المنثور 4/315.
[45813]:ز: وباطلا.
[45814]:ز: لظلم.
[45815]:بعضا سقطت من ز.
[45816]:ز: بعضهم بعضا.
[45817]:ز: ثم يموتون فلا يجازون السراط بأفعالهم. (تحريف).