السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا لَٰعِبِينَ} (16)

ثم نبههم سبحانه وتعالى على النظر في خلق السماوات وما بينهما ليعتبروا ، فقال تعالى : { وما خلقنا السماء } على علوِّها وإحكامها { والأرض } على عظمها واتساعها { وما بينهما } مما دبرناه لتمام المنافع من أصناف البدائع وغرائب الصنائع { لاعبين } أي : عابثين كما تسوّي الجبابرة سقوفهم وفرشهم ، وسائر زخارفهم للهو واللعب ، وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع تبصرة للنظار ، وتذكيراً لذوي الاعتبار ، وتسبيباً لما ينتظم به أمر العباد في المعاش والمعاد .