تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَذَرۡهُمۡ فِي غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ} (54)

الآية 54 : ( وقوله تعالى ){[13430]} : { فذرهم في غمرتهم حتى حين } كقوله{[13431]} في آية أخرى : { فذرهم يخوضوا ويلعبوا }( الزخرف : 83 ) وقوله {[13432]} : { ويذرهم في طغيانهم يعمهون }( الأعراف : 186 ) فذلك يحتمل وجوها :

أحدها : قال ذلك{[13433]} عند الإياس عن إجابتهم لما علم أنهم لا يؤمنون ؛ وذلك في قوم مخصوصين ، كأنه قال : ذر هؤلاء ، واقبل{[13434]} هؤلاء الذين يقبلون بأمرك ، ويجيبون دعاءك ، ويسمعونه .

والثاني : { فذرهم في غمرتهم } ولا تكافئهم حتى أنا أكافئهم كقوله : { فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون }( الطور : 45 ) .

والثالث : أمره أن يذرهم ، ويعرض عنهم لئلا يخوضوا في سب الله والطعن في الآية كقوله : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا }الآية ( الأنعام : 86 ) .

وقوله تعالى : { حتى حين }يحتمل القيامة ، ويحتمل وقتا{[13435]} آخر ، لم يبين ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { في غمرتهم }قيل : في ضلالتهم . ( قال القتبي : ){[13436]} الغمر الماء الكثير ، وغمرة الحرب وسطها ، وغمرة{[13437]} الموت ( شدته ، ورجل ){[13438]} غمر أي سخي ، ليس له جمع ، وجمعه غمار ، ويقال : غمره الماء أي صار فوقه ، والغمر العداوة {[13439]} ، والغمر الذي لم يجرب الأمور ، وقوم أغمار ، والغمر الدسم ، والغمرة الشدة ، والغمرات جميع ، والغمر القدح الصغير ، والمغامرة المخاطرة ، تقول : غامر بنفسه أي خاطر ( بها ){[13440]} .


[13430]:ساقطة من الأصل وم.
[13431]:في الأصل وم: وقال.
[13432]:في الأصل وم: وقال.
[13433]:من م، في الأصل: كذلك.
[13434]:من م، في الأصل: وقيل.
[13435]:في الأصل وم: وقت.
[13436]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: وقال.
[13437]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[13438]:في الأصل وم: شدتها رجل.
[13439]:في الأصل وم: عداوة.
[13440]:من م، ساقطة من الأصل.