ولما ذكر تفرقهم في دينهم أتبعه بالوعيد وقال : { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ } وهذا خطاب لنبينا - عليه السلام{[32991]} - ، أي : دع{[32992]} هؤلاء الكفار في جهلهم {[32993]} .
قوله : «في غَمْرتِهِمْ » مفعول ثان ل «ذَرْهُمْ » أي : اتركهم مستقرين «في غَمْرَتِهِمْ » ويجوز أن يكون ظرفاً للترك ، والمفعول الثاني محذوف . والغمرة في الأصل الماء الذي يغمر القامة ، والمغمر{[32994]} الماء الذي يَغْمُر الأرض ثم استعير ذلك للجهالة ، فقيل : فلانٌ في غمرة والمادة تدل على الغطاء{[32995]} والاستتار ومنه الغُمر - بالضم - لمن لم يجرب الأمور ، وغُمَار الناس وخمارهم زحامهم ، والغِمْر - بالكسر - الحقد ، لأنه يغطي القلب ، فالغمرات الشدائد ، والغامر : الذي يلقي نفسه في المهالك{[32996]} . وقال الزمخشري : الغمرة الماء الذي يغمر القامة ، فضربت لهم مثلاً لما هم فيه من جهلهم وعَمَايَتِهم ، أو شبهوا باللاعبين في غمرة الماء لِمَا هُمْ{[32997]} عليه من الباطل كقوله :
كَأَنَّنِي ضَارِبٌ في غَمْرَةٍ لَعِب{[32998]} {[32999]} *** . . .
وقرأ أمير المؤمنين وأبو حيوة وأبو عبد الرحمن «غمراتهم » بالجمع{[33000]} ، لأنَّ لكل منهم غمرة تخصه . وقراءة العامة لا تأبى هذا المعنى ، فإنه اسم جنس مضاف {[33001]} .
قوله : «حَتَّى حِين » أي إلى أن يموتوا . وقيل : إلى حين المعاينة . وقيل : إلى حين العذاب{[33002]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.