تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ} (52)

وقوله تعالى : { إني بما تعملون عليم } ظاهر ، وهو وعيد .

الآية 52 : وقوله تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } جائز أن يكون قوله : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } في الكتب المتقدمة وعلى لسان الرسل السالفة كقوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس }( آل عمران : 110 ) أي كنتم خير أمة في الكتب المتقدمة وفي الأمم الماضية . فعلى ذلك هذا .

وقال بعضهم : قوله : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } أي دينكم دين واحد ، وملتكم ملة واحدة ، وهي الإسلام . وقال بعضهم : لسانكم لسان واحد .

وجائز أن يكون قوله : { أمتكم أمة واحدة } لا تختلفون في رسولكم إلى يوم القيامة كما اختلف الأمم الذين من قبلكم في رسلهم ، بل تجعلون{[13422]} رسولكم رسولا على ما هو عليه . وأما سائر الأمم فإنهم قد فرطوا فيهم حتى كان فيهم جعل الرسول ابنا له كقوله : { وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله }( التوبة : 30 ) وأما هؤلاء فإنهم لا يزالون على أمر واحد ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وأنا ربكم فاتقون } كقوله{[13423]} في آية أخرى { فاعبدون }( الأنبياء : 92 ) جائز أن يكون واحدا . وجائز أن يكون قوله : { فاتقون }اتقوا{[13424]} مخالفتي ( وقوله ){[13425]} : { فاعبدون }اعبدوني{[13426]} ، وأطيعوني .


[13422]:في الأصل وم: تجعلوا.
[13423]:في الأصل وم: وقال.
[13424]:في الأصل وم :أي.
[13425]:ساقطة من الأصل وم.
[13426]:أدرج قبلها في الأصل وم: أي.