تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (44)

الآية 44 : وقوله تعالى : { ثم أرسلنا تترا }( تباعا واحدا ){[13405]} بعد واحد وبعضا{[13406]} على إثر بعض{ كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا } في الهلاك الأول{ وجعلناهم أحاديث } لمن بعدهم ولمن بقي منهم ، يعني ( من ){[13407]} الذين أهلكوا{ فبعدا لقوم لا يؤمنون } .

قال القتبي : { تترا }أي تتتابع بفترة بين كل رسولين ، وهو من التواتر . والأصل : وَتْرَى ، فقلبت الواو تاء كما قلوبها في التقوى والتخمة والتكلان .

وقال أبو عوسجة : { تترا } بعضهم على إثر بعض ( وهو من المتابعة ) . {[4]}

وفي قوله : { ثم أرسلنا رسلنا تترا }دلالة على أن أهل الفترة ومن كان في ما بين بعث الرسل ، لا عذر لهم في شيء لإبقاء الحجج والبراهين قبل أن يبعث آخر وحسن آثارهم وأعلامهم . أخبر أنه أرسل الرسل تباعا بعضا على ( إثر ){[5]} بعض وأنه{[6]} كان بين بعثهم فترة لما أبقى الحجج والبراهين وآثار الرسل وأعمالهم ، والله أعلم .


[4]:- من ط ع، في الأصل: الشكر.
[5]:- من ط ع، في الأصل: ذا.
[6]:- نفسه.
[13405]:في الأصل و م: تباع واحد.
[13406]:في الأصل و م: وبعض.
[13407]:ساقطة من الأصل و م.