فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَذَرۡهُمۡ فِي غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ} (54)

{ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ } أي اتركهم في جهلهم فليسوا بأهل للهداية ولا يضيق صدرك بتأخير العذاب عنهم ، فلكل شيء وقت شبه سبحانه ما هم فيه من الجهل بالماء الذي يغمر من دخل فيه ، والغمرة في الأصل ما يغمرك ويعلوك ، واصلها الستر ، والغمر الماء الكثير لأنه يغطي الأرض ، وغمر الرداء هو الذي يشمل الناس بالعطاء ، ويقال للحقد الغمر ، والمراد هنا الحيرة والغفلة والضلالة ، والآية خارجة مخرج التهديد لهم ، والتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا مخرج الأمر له صلى الله عليه وسلم بالكف عنهم ، بل نهى له عن الاستعجال بعذابهم ، والجزع من تأخيره .

ومعنى { حَتَّى حِين } حتى يحضر وقت عذابهم بالقتل ، أو حتى يموتوا على الكفر فيعذبون بالنار