تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖ وَمَثَلٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (34)

الآية 34 : وقوله تعالى : ]ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات[ بخفض الباء ونصبها{[13991]} . ثم يحتمل أن يكون المراد بالآيات آيات القرآن جميعا ، وقوله : ]مبينات[ بالخفض أي تبين للخلق ما لهم وما عليهم وما لله عليهم وما لبعضهم على بعض ، ومبينات بالنصب أي مبينات أنها من عند الله .

وجائز أن يكون المراد بالآيات الحجج والبراهين فإن كان هذا فقوله : ]مبينات[ بالخفض أنها{[13992]} تبين وحدانية الله تعالى وعلم الرسالة رسوله ، وقوله{[13993]} : مبينات بالنصب أنها ( موضحات أنها ){[13994]} حجج وبراهين .

وقوله تعالى : ]ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين[ أي أنزلنا إليكم أيضا مثل ]الذين خلوا من قبلكم[ ما حل بهم ونزل بالمكذبين من العذاب ]وموعظة[ ما يتعظ المتقون ، أو جعل لكم في ما أنزل من الآيات عليكم أمثالا ]من الذين خلوا من قبلكم[ لتتعظوا بها{[13995]} والله أعلم .


[13991]:انظر معجم القراءات القرآنية ج4/251.
[13992]:في الأصل وم: أي.
[13993]:في الأصل وم: و.
[13994]:في الأصل وم: واضحات مبينات أي.
[13995]:في الأصل وم: به.