الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖ وَمَثَلٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (34)

ثم قال تعالى : { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات }[ 34 ] ، من كسر{[48512]} الياء من { مبينات } فمعناه موضحات للأحكام والشرائع ، لدلالة{[48513]} قوله : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }{[48514]} فأضاف الفعل إلى السورة ، والبيان في الحقيقة إلى الله جل ذكره ، ولكن أضيف إلى السورة وإلى الآيات{[48515]} لعلم السامعين بالمراد ، فمن كسر الياء جعل الآيات فاعلات ، وأما{[48516]} من فتح الياء ، فمعناه مفصلات ، كما قال تعالى : { أحكمت آياته ثم فصلت }{[48517]} ، ويدل على صحة{[48518]} قوله{[48519]} { قد بينا لكم الآيات }{[48520]} ، فهي الآن مبينة ، فالله جل ذكره هو الذي بينها كما قال : { قد بينا لكم الآيات } فمنه فتح الياء جعل الآيات مفعولا بها والفاعل هو الله ، لأنه تعالى بينها وأظهرها ، والكسر يدل على أن الآيات فاعلات أي بينات لكم{[48521]} الأحكام والفرائض ، والفاعل هو الله في المعنى{[48522]} في القراءة{[48523]} بالكسر على ما ذكرنا فافهم . والمعنى{[48524]} : ولقد أنزلنا إليكم دلالات وعلامات مفصلات أو موضحات ، على ما تقدم من الفتح والكسر .

وقوله تعالى ذكره : { مثلا من الذين خلوا من قبلكم }[ 34 ] ، أي مضوا{[48525]} قبلكم من الأمم .

{ وموعظة للمتقين } أي لمن اتقى الله فخاف عقابه .


[48512]:انظر: كتاب السبعة ص230، والتيسير ص162، وزاد المسير 6/39، وفيه كسرها: ابن عامر وأهل الكوفة، وانظر: النشر 2/248-249.
[48513]:ز: بدلالة.
[48514]:التوبة:164.
[48515]:ز: الآية.
[48516]:ز: فأما.
[48517]:هود: 1.
[48518]:ز: صحته.
[48519]:"قوله" ساقطة من ز.
[48520]:آل عمران: 118.
[48521]:"لكم": ساقطة من ز.
[48522]:ز: فالمعنى.
[48523]:ز:"في القراءة" سقطت من ز.
[48524]:ز: فالمعنى.
[48525]:"أي مضوا قبلكم" سقطت من ز.