ثم قال تعالى : { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات }[ 34 ] ، من كسر{[48512]} الياء من { مبينات } فمعناه موضحات للأحكام والشرائع ، لدلالة{[48513]} قوله : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }{[48514]} فأضاف الفعل إلى السورة ، والبيان في الحقيقة إلى الله جل ذكره ، ولكن أضيف إلى السورة وإلى الآيات{[48515]} لعلم السامعين بالمراد ، فمن كسر الياء جعل الآيات فاعلات ، وأما{[48516]} من فتح الياء ، فمعناه مفصلات ، كما قال تعالى : { أحكمت آياته ثم فصلت }{[48517]} ، ويدل على صحة{[48518]} قوله{[48519]} { قد بينا لكم الآيات }{[48520]} ، فهي الآن مبينة ، فالله جل ذكره هو الذي بينها كما قال : { قد بينا لكم الآيات } فمنه فتح الياء جعل الآيات مفعولا بها والفاعل هو الله ، لأنه تعالى بينها وأظهرها ، والكسر يدل على أن الآيات فاعلات أي بينات لكم{[48521]} الأحكام والفرائض ، والفاعل هو الله في المعنى{[48522]} في القراءة{[48523]} بالكسر على ما ذكرنا فافهم . والمعنى{[48524]} : ولقد أنزلنا إليكم دلالات وعلامات مفصلات أو موضحات ، على ما تقدم من الفتح والكسر .
وقوله تعالى ذكره : { مثلا من الذين خلوا من قبلكم }[ 34 ] ، أي مضوا{[48525]} قبلكم من الأمم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.