تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقِيلَ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۚ لَوۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ يَهۡتَدُونَ} (64)

[ الآية 64 ] [ وقوله تعالى ]{[15477]} { وقيل } لكفار بني آدم : { ادعوا شركاءكم } يقول : سلوا الآلهة التي سميتموها آلهة ، { فدعوهم } أي سألوهم ، فلم تجبهم{[15478]} الآلهة بأنها آلهة ، وقوله : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } في الدنيا أن معي شركاء على ما ذكرنا من قبل ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وقيل ادعوا شركاءكم } [ يحتمل ]{[15479]} { شركاءكم } في الخلقة ، و{ شركاءكم } في العبادة : ادعوهم [ ليشفعوا لكم ، ويقربوكم ]{[15480]} إلى الله على ما زعمتم في الدنيا { فدعوهم فلم يستجبوا لهم } أي لم يشفعوا لهم ، ولم يستجيبوا ، لما لم يجعل في وسعهم الإجابة لهم واجبا كائنا في الآخرة .

وقوله تعالى : { ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون } تأويله [ في وجوه :

أحدهما : لو رأوا ]{[15481]} العذاب في الدنيا لكانوا يهتدون ، ولكن لم يروه . هذا وجه .

ووجه آخر : أنهم لم يصدقوا بالعذاب في الدنيا ، ولو صدقوه لاهتدوا مخافة نزول العذاب بهم .

والثالث : لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا ما رأوا العذاب في الآخرة ، والله أعلم .


[15477]:- ساقطة من الأصل وم.
[15478]:- من م، في الأصل: يجيبوا.
[15479]:- من م، ساقطة من الأصل.
[15480]:- في الأصل وم: ليشفعوكم ويقربكم.
[15481]:- في الأصل: أي رأى، في م: أي رأوا.