فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَلَئِن جِئۡتَهُم بِـَٔايَةٖ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ} (58)

{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ( 58 ) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( 59 ) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ( 60 ) }

{ ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } أي : وصفنا صفة كأنها مثل في غرابتها وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن ، كصفة المبعوثين يوم القيامة ، وما يقولون ؛ وما يقال لهم ، وما لا ينفع من اعتذارهم ولا يسمع من استعتابهم ، وكذا ضربنا لهم من كل مثل من الأمثال التي تدلهم على توحيد الله ، وصدق رسله ، واحتججنا عليهم بكل حجة تدل على بطلان الشرك وفيه إشارة إلى إزالة الأعذار ، والإتيان بما فوق الكفاية من الإنذار .

{ ولئن جئتهم بآية } من آيات القرآن الناطقة بذلك ، أو لئن جئتهم بآية كالعصا ، واليد ، أو جئتهم بكل آية جاءت بها الرسل { ليقولن الذين كفروا } منهم { إن أنتم إلا مبطلون } أي : ما أنت يا محمد وأصحابك إلا أصحاب أباطيل ، تتبعون السحر وما هو مشاكل له في البطلان ، أو أنكم كلكم أيها الرسل مبطلون ، واللام مؤكدة واقعة في جواب القسم .