تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ ٱلۡيَوۡمَ فِي شُغُلٖ فَٰكِهُونَ} (55)

الآية 55 وقوله تعالى : { إن أصحاب الجنة اليوم في شُغل فاكهون } يخبر ، والله أعلم ، عن شغل أهل الجنة ، إنهم وإن كانوا مشغولين في النعيم فإن ذاك الشغل يحجبهم عن غيرهم من الأشياء . وكذلك جميع الخلائق ، إنهم إذا شغلوا في شيء حُجبوا عن غيره ، ومُنعوا .

فأما الله سبحانه ، فيتعالى عن أن يشغله شيء ، أو يحجبه شيء عن شيء .

ثم إن الاشتغال في الدنيا مما يضرّ أهلها ، ويؤذي . فأخبر أن شُغل أهل الجنة مما لا يضرّهم ، ولا يؤذي حين{[17511]} قال : { في شغل فاكهون } قيل : ناعمون بما هم فيه ، وقيل : معجبون{[17512]} في ذلك .

وقال القتبيّ : { فاكهون } يتفكّهون ، ويقال للمزاح فكاهة ، و{ فاكهون } أراد ذوي فكاهة .

وقال أبو عوسجة : { فاكهون } من الفكاهة ، فكِهون{[17513]} من السرور ، والمفاكهة الممازحة .

ثم قال بعضهم : شغُلهم في افتضاض العذارى ، وقيل : شغلهم في كل نعيم وفي كل كرامة على ما ذكر ، والله أعلم .


[17511]:في الأصل وم: حيث.
[17512]:في الأصل وم: معجبين.
[17513]:هذه قراءة، انظر معجم القراءات القرآنية ج5/214.