وقوله تعالى : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } قيل : أعطوا حظا من الكتاب ، وهم علماؤهم { يؤمنون بالجبت والطاغوت } اختلف فيه ؛ قيل الجبث الشيطان ، والطاغوت الكاهن ، وقيل : الجبث السحر ، والطاغوت الكاهن ، والطاغوت الشيطان . وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ]{[5725]} قال : ( الجبت الشيطان بكلام الحبشة ، والطاغوت كهان العرب ) وقيل : الجبت الكاهن ، والطاغوت الشيطان . وقيل : الجبت حيي بن أخطب ، والطاغوت كعب بن الأشرف ؛ يخبر عز وجل عن سفههم {[5726]}بإيمانهم بهؤلاء وحسدهم محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ويحذر المؤمنين عن صنيعهم ؛ لأن هؤلاء كانوا علماءهم مؤمنين بالجبت والطاغوت { ويقولون للذين كفروا هؤلاء من الذين آمنوا سبيلا } .
قيل في القصة : إن هؤلاء أتوا مكة لحالفوا قريشا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل أجله ، ففعلوا ، فدخل أبو سفيان في مثل عدتهم ، فكانوا بين أستار الكعبة ، فتحالفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أصحابه ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين : [ لتكن كلمتنا ]{[5727]}واحدة ، ولا نخذل بعضنا ، ففعلوا . ثم قال أبو سفيان : ويحكم يا معشر اليهود أينا أقرب إلى الهدى وإلى الحق ؟ أنحن أم محمد وأصحابه ؟ فإنا نعمر هذا المسجد ، ونحجب هذه الكعبة ، ونسقي الحجاج ، ونفادي الأسير ، أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه ؟ قالت اليهود : لا بل أنتم ، فذلك قوله تعالى : { ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.