تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (21)

الآية 21 وقوله تعالى : { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } إذ لا كل شيء [ ينطق ؛ ذكروا كل شيء ]{[18471]} وأرادوا به الخاص لا العام ، والله أعلم . وكان غير هذا أقرب : يقولون : { أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } يعصون الله تعالى : [ به ]{[18472]} وهو [ الذي يُنطق ]{[18473]} الأشياء التي بها عصوا ربهم ، وهي الأصنام التي عبدوها وغيرها مما عبدوا دون الله كقوله : { ويوم يحشرهم{[18474]} وما يعبدون من دون الله } الآية [ الفرقان : 17 ] وقوله : { وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون } [ يونس : 28 ] وما ذكر من أخبار الأرض وحديثها بما عملوا عليها بقوله : { يومئذ تحدّث أخبارهم } [ الزلزلة : 4 ] وغير ذلك من الآيات التي فيها بيان أنه يُنطق الله تعالى الأشياء التي عبدوها ، وعصوا بها ربهم . فعلى ذلك ينطق الله الجوارح التي بها عصوا ربهم ، فتشهد عليهم بجميع ما كان منهم .


[18471]:من م، ساقطة من الأصل.
[18472]:ساقطة من الأصل وم.
[18473]:في الأصل وم: ما ينطق الله.
[18474]:في الأصل وم: نحشرهم، انظر معجم القراءات القرآنية 4/277.