الآية 2 وقوله تعالى : { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر } يخرّج على وجهين :
أحدهما : يرجع إلى ذنبه ؛ أخبر أنه غفر له ، ثم لا يجوز لنا أن نبحث عن ذنبه ، ونتكلّف البحث أنه ما كان ذنبُه ، وإيش كانت زلّتُه ، لأن البحث عن زلّته مما يوجب النقص فيه ؛ فمن يتكلّف البحث عن ذلك فيُخاف عليه الكفر . لكن ذنبه وذنب سائر الأنبياء عليهم السلام ليس نظير ذنبنا ؛ إذ ذنبهم بمنزلة فعل مباح منا لكنهم نُهوا عن ذلك ، والله أعلم .
وجائز أن يكون قوله تعالى : { ليغفر لك الله ما تقدم من ذبك وما تأخر } أن يغفر ذنبه ابتداء غفران ، أي عصمه عن ذلك ، وذلك جائز في اللغة ، والله أعلم .
والوجه الثاني : يرجع إلى ذنوب أمّته ، أي ليغفر لك الله ذنوب أمّتك ، وهو ما يشفع لأمّته ، فيغفر لأمّته{[19506]} بشفاعته ، وهو كما رُوي في الخبر ( يُغفر للمؤذن مدّ صوته ) [ أحمد : 2/136 ] أي يجعل له الشفاعة .
فعلى ذلك جائز أن يكون قوله تعالى : { ليغفر لك الله } أن يغفر لأمّته{[19507]} بشفاعته ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { ويُتمّ نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما } يحتمل إتمام نعمته عليه هو ما ذكرنا من الرسالة والنُّبوّة وفتح ما ذكر من أبواب الخيرات والحكمة في الدنيا والآخرة ، أو الشفاعة له في الآخرة أو إظهار دينه [ على الأديان ]{[19508]} كلّها أو إياس أولئك الكفرة عن عوده إلى دينهم كقوله : { اليوم أكملت لكم دينكم } الآية [ المائدة : 3 ] والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.