الآية 6 وقوله تعالى : { ويُعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } ذكر للمنافقين من العذاب مقابل ما ذكر للمؤمنين من إنزال السكينة عليهم وإدخالهم الجنة .
حرم هؤلاء السكينة التي ذكر أن قلوب المؤمنين بها تسكُن لما علم أنهم يختارون عداوته ، ويُؤثرون عداوة أوليائه على ولايتهم ، وعلم من المؤمنين أنهم يؤثرون ولايته على عداوته [ وولاية أوليائه ]{[19518]} على عداوتهم ، فأنزل السكينة في قلوبهم ، ولم يُنزل على أولئك ، هذا ليُعلِم أن من بلغ في الإيمان الحد الذي ذكر إنما بلغ ذلك بالله تعالى وبفضله وبرحمته ، ولا قوة إلا بالله .
وقوله تعالى : { الظانّين بالله ظنّ السَّوْء } هم المنافقون الذين ذكرهم في آية أخرى حين{[19519]} قال : { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزُيّن ذلك في قلوبكم وظننتم ظنّ السَّوْء } [ الفتح : 12 ] ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجع إلى أهله ، وكذلك [ المؤمنون ]{[19520]} لا يرجعون إلى أهليهم أبدا . ثم أخبر أن ذلك الظن منهم ظن السَّوء . فيحتمل ما ذكر ههنا { الظانين بالله ظن السوء } هذا ما ذكرنا ، والله أعلم .
وجائز أن يكون قوله : { الظانين بالله ظن السَّوء } هم المشركون .
ثم إن كانوا من المنافقين فيكون ظنّهم بالله ظن السوء : ألا يرجع هو وأصحابه إلى أهليهم أبدا .
وإن كانوا من مكذّبي الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ظنّهم بالله ظن السَّوء ألا يُكرِم محمدا صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، ولا يعظّمه بالنبوّة ؛ لا يختاره ، ولا يُؤثِره{[19521]} على غيره من الناس الذي يختارونه{[19522]} هم كقولهم : { لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] فيكون ظنهم بالله ظن السّوء على هذا ألا يُكرِم الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ولا يختاره{[19523]} لرسالته ونبوّته ، والله أعلم .
وإن كانوا من مكذّبي البعث ومنكريه فيكون ظنهم بالله ظن السَّوء ، وهو ألا يقدر على البعث والإحياء بعد الموت .
ثم أخبر أن عليهم دائرة السّوء الذي ظنوا ألا يرجع إلى [ أهله ]{[19524]} رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار عليهم ما ظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حين{[19525]} تفرّقوا عن أوطانهم ، وهُتكت أستارهم ، ونحو ذلك .
وإن كانوا من مكذّبي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يُرسله فظنّهم كان ما ظنوا لأنه بُعث هو رسولا ، ولم يُبعث من اختاروا هم .
وإن كانوا من منكري البعث فعليهم كان عذاب اليوم ، وفيه هلاكهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيرا } أخبر عز وجل أنهم استوجبوا غضب الله ولعنه بالذي كان منهم من سوء ظنهم بالله ورسوله { وأعدّ لهم جهنّم } بذلك { وساءت مصيرا } لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.