غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ} (15)

1

ثم وصف المؤمنين المحقين بقوله { إنما المؤمنون } ومعنى " ثم " في قوله { ثم لم يرتابوا } كما في قوله

{ ربنا الله ثم استقاموا } [ فصلت : 30 ] وارتاب مطاوع رابه إذا أوقعه في الشك مع التهمة أي ثم لم يقع في قلوبهم شك فيما آمنوا به ولا اتهام لمن صدّقوه وذلك بتشكيك بعض شياطين الجن والإنس . وقال جار الله : وجه آخر لما كان زوال الريب ملاك الإيمان أفرد بالذكر بعد تقدم الإيمان تنبيهاً على مزيته وإشعاراً بأنهم مستقرون على ذلك في الأزمنة المتطاولة غضاً جديداً . وفي قوله { أولئك هم الصادقون } تعريض بأن المذكورين أولاً كاذبون ولهذا قال { قل لم تؤمنوا } إشارة إلى كذبهم في دعواهم ورب تعريض لا يقاومه التصريح .

/خ18