الآية 60 وقوله تعالى : { فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون } [ قال أهل التأويل : { من يومهم الذي يوعدون } ]{[19972]} يوم القيامة ، ولكن لم يبيّن ذلك اليوم ما هو ؟ فيحتمل غيره . والويل قد ذكرنا تأويله في ما تقدم .
فإن قيل : كيف خوّف الله ، جلّ ، وعلا ، هذه الأمّة بما أنزل على الأمم الخالية من الاستئصال والإهلاك ، وقد عفا هذه الأمّة عن هذا ، وأمّنهم منه ؟
قيل : إنما خوّفهم بما ذكر لأن المعنى الذي استوجب أولئك الاستئصال والإهلاك به يحتمل أن يتحقّق ذلك في هؤلاء . وقد يحتمل ألا يكون .
فالتخويف صحيح لهؤلاء بهم ، وإنما يكون مثل هذا التخويف في أول الأمر ، ثم إن الله بفضله ورحمته عفا عنهم بفضل النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته كقوله : { وما أرسلناك لا رحمة للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] .
ويحتمل أن يكون العفو لهم عن ذلك بالتأخير عنهم إلى وقت ، وهو وقت قبض أرواحهم وخروجهم من الدنيا ، وفي ذلك الوقت يعاقبون بأنواع العذاب ، وينزل بهم ما نزل بأولئك لا أنهم عُفُوا عن ذلك أصلا .
ويحتمل أن يكون ينزل بهم ذلك كله بفضل منه ورحمة ، والله أعلم بالصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.