تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوۡمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ} (60)

الآية 60 وقوله تعالى : { فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون } [ قال أهل التأويل : { من يومهم الذي يوعدون } ]{[19972]} يوم القيامة ، ولكن لم يبيّن ذلك اليوم ما هو ؟ فيحتمل غيره . والويل قد ذكرنا تأويله في ما تقدم .

فإن قيل : كيف خوّف الله ، جلّ ، وعلا ، هذه الأمّة بما أنزل على الأمم الخالية من الاستئصال والإهلاك ، وقد عفا هذه الأمّة عن هذا ، وأمّنهم منه ؟

قيل : إنما خوّفهم بما ذكر لأن المعنى الذي استوجب أولئك الاستئصال والإهلاك به يحتمل أن يتحقّق ذلك في هؤلاء . وقد يحتمل ألا يكون .

فالتخويف صحيح لهؤلاء بهم ، وإنما يكون مثل هذا التخويف في أول الأمر ، ثم إن الله بفضله ورحمته عفا عنهم بفضل النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته كقوله : { وما أرسلناك لا رحمة للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] .

ويحتمل أن يكون العفو لهم عن ذلك بالتأخير عنهم إلى وقت ، وهو وقت قبض أرواحهم وخروجهم من الدنيا ، وفي ذلك الوقت يعاقبون بأنواع العذاب ، وينزل بهم ما نزل بأولئك لا أنهم عُفُوا عن ذلك أصلا .

ويحتمل أن يكون ينزل بهم ذلك كله بفضل منه ورحمة ، والله أعلم بالصواب .


[19972]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.