اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوۡمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ} (60)

قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ الذي يُوعَدُونَ } يعني يوم القيامة . وقيل : يوم بدر{[53044]} ، وحذف العائد لاستكمال شُرُوطه{[53045]} ، أي يُوعدونه .

ختام السورة:

روى الثعلبي عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «مَنْ قَرَأَ سُورَة «وَالذَّارِيَاتِ » أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلّ رِيحٍ هَبَّتْ وَجَرَتْ فِي الدُّنْيَا »{[1]} ( والله سبحانه وتعالى أعلم وأشفق وأرحم ){[2]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[53044]:انظر: تفسير العلامة البغوي والخازن 6/248 وقال القرطبي في الجامع 17/57 بالأخير.
[53045]:عائد الصلة غير الألف واللام وإن كان بعض معمول الصلة جاز حذفه مطلقا كحذف المعمول، نحو: أين الرجل الذي قلت تريد قلت أنه أو نحوه، وإن لم يكن فإما أن يكون منفصلا أو متصلا فإن كان منفصلا لم يجز حذفه نحو: جاء الذي إياه أكرمت، أو ما أكرمت إلا إياه، وإن كان متصلا فله أحوال: أحدها: أن يكون منصوبا، إما بفعل أو وصف أو بغيرهما، فإن كان بهما جاز حذفه كما في الآية التي معنا وإن كان بغيرهما لم يجز نحو: جاء الذي إنه جائز، وألحق به أبو حيان المنصوب بفعل ناقص. الثاني: أن يكون مجرورا، فيجوز حذفه في صور منها أن يجر بإضافة صفة ناصبة له تقديرا نحو: "فاقض ما أنت قاضٍ". الثالث: أن يكون مرفوعا، فإن كان فاعلا أو نائبا عنه أو خبرا لمبتدأ أو لناسخ لم يجز حذفه نحو: جاءني اللذان قاما أو ضربا، وجاء الذي الفاضل هو وإن الفاضل هو. وإن كان مبتدأ جاز بشروط ذكرها السيوطي في الهمع على أن ما يعنينا هو العائد المنصوب كما نلمحه في الآية أعلى. أما وقد استكمل الشروط التي يقصدها المؤلف فإنه يجوز حذفه. وانظر –بتصرف- همع الهوامع للعلامة السيوطي 1/89 و90.